أدْخل من مكان لكي أخرج إلى مكان
وأخرج لكي أدخلَ
وأحلم أجمل الأحلام حتى لو كانت من غير ألوان،
فأصحى وأنام وأنام وأصحى، لكي أرى كلّ مكان، وأفهم ما هو هذا الزمان
فأجد أنني أتعلّمُ وأتنوّر وأنادي كلّ الوديان
وأنضج من الجبال وأتغدّى من الرمال وأشرب من البحار
وأرتوي من الجليد، وأحيا من الريح
فها أنا أعودُ وأختفي وآتي لكي لا أرتقي
وأتجوّل في بقاع هذا الكون
وهذا الجمال ما أراه لا يراني وما يراني لا أراه …
فمن يعلمُ من هو البادئ أو الثاني أو الناهي
ومَن سوف يدوم ومن لا يدوم؟
فأنا أجتمع مع كلّ النجوم وأصحى متى يراني نور …
فآتي إليه قبل أن يأتي إليَّ،
فلا نركبُ المذنّبات ولا نجري أمام المجرّات، فهي تأخذُنا إلى ما تشاء.
فنجوع، فنأكل من النيران والغازات،
ونعطش، فنشرب من المجرّات،
ولا ننسى أنّنا لم نكن قبل أن نكون،
فلا نبحثُ عن الجذور لأنّنا لم نكن قبل من جذور، وصنعنا عوالمَ وأكوان من غير وجود،
فنرى الحياة قبل أن تكون وبعد ما أن لا تكون.
فأنا أنهض لكي أحيا بالنور، وأنام لكي أطفئ النور،
لا أحزنُ ولا أفرح، فأنا أعيش من غير شعور،
لكن خُلق الشعور لكي أنت تكون وأنا لا أكون.
فأنظر حولك، فسوف تجد نفسك تعلو بين النجوم، وتهدر العواصف وتبحث عمّن هو المنبّه والآتي لكي يذكّرك بمن أنت تكون.
فأنت هو النور وأنت هو غير المنظور، فلا تنسَ ولا تبحث، لا تسأل ولا تتنازل عمّن أنت تكون…
Leave A Comment